الاتحاد من أجل العدالة: استشهاد 15 مواطناً برصاص الاحتلال في الضفة خلال تشرين أول الماضي

3/11/2025- مؤسسة الإتحاد من أجل العدالة

قالت “مؤسسة الاتحاد من أجل العدالة” إن القوات الإسرائيلية تواصل تنفيذ سياسة قتل الفلسطيني سواء بشكل فردي كما يحصل في الضفة الغربية، أو القتل بشكل جماعي كما يجري في قطاع غزة من مجازر على مدار الساعة، رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار.

وأوضحت المؤسسة في تقريرها الشهري أن جيش الاحتلال ومليشيات المستوطنين قتلت خلال تشرين أول/ أكتوبر الماضي (15) فلسطينياً في الضفة الغربية.

مشيرة إلى أن بين الشهداء 3 أطفال دون سن الثامنة عشر، بالإضافة لأسيرين استشهدا في سجون الاحتلال نتيجة سوء الرعاية والإهمال الطبي والتعذيب.

وحول توزيع الشهداء على مدن الضفة، أوضحت المؤسسة أن (7) مواطنين استشهدوا من محافظة جنين، و(3) من محافظة الخليل، و(3) من محافظة رام الله والبيرة، و(2) من محافظة نابلس.

وحذرت ” مؤسسة الاتحاد من أجل العدالة” من تنامي الهجمات اليومية التي يشنها المستوطنون على القرى والبلدات الفلسطينية.

مشيرة إلى أن هذه الاعتداءات أسفرت عن استشهاد الشاب جهاد محمد عجاج (26 عاماً) بعد أن أطلق أحد المستوطنين الرصاص صوب مجموعة من شبان قرية دير جرير قضاء رام الله، ليرتفع بذلك عدد الشهداء الذين ارتقوا برصاص المستوطنين منذ مطلع العام الجاري إلى 13 فيما ارتفع العدد منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 34 شهيداً.

وأعربت “الاتحاد من أجل العدالة” عن خشيتها من أن تصبح هجمات المستوطنين أكثر دموية وتأخذ طابع القتل الجماعي في الضفة، كما حصل عام 1994 عندما نفذ أحد المستوطنين مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل أو كحادثة حرق عائلة دوابشة في بلدة دوما قضاء نابلس عام 2015، خاصة مع وجود حكومة إسرائيلية متطرفة توفر لهم الحماية والحصانة.

وشهد الشهر الماضي ارتفاعاً ملحوظاً في الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون ضد القرى والبلدات الفلسطينية وذلك بالتزامن مع بدأ موسم قطف الزينون، حيث أحصت “مؤسسة الاتحاد من أجل العدالة” أكثر من (220) هجوماً واعتداء مختلفاً.

شهداء الحركة الأسيرة

وخلال تشرين أول/ أكتوبر الماضي، سجلت “الاتحاد من أجل العدالة” استشهاد أسيرين في سجون الاحتلال من الضفة الغربية، نتيجة مواصلة مصلحة السجون الإسرائيلية سياسة الإهمال الطبي المتعمد، بالإضافة للاستمرار في استخدام التعذيب والضرب العنيف بحق الأسرى الفلسطينيين.

والشهيدان هما: أحمد حاتم محمد خضيرات (22 عاماً) من مدينة الخليل، والذي استشهد في أحد المستشفيات الإسرائيلية حيث يعاني من مرض السكري، ومحمود طلال عبد الله (49 عاماً) من مخيم جنين، والذي استشهد في مستشفى “أساف هروفيه” الإسرائيلي.

ووفقاً للمؤسسات الحقوقية فإن (80) معتقلاً على الأقل استشهدوا في سجون الاحتلال منذ بداية الحرب على غزة، فيما يواصل الاحتلال إخفاء هويات العشرات من الشهداء ويحتجز جثامينهم.

وتعتبر هذه المرحلة من تاريخ الحركة الأسيرة المرحلة الأكثر دموية منذ احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، إذ بلغ عدد الشهداء الذين عُرفت هوياتهم منذ عام 1967 حتى اليوم (317) شهيدًا، وفقًا للبيانات الموثقة لدى مؤسسات الأسرى، كما ارتفع عدد الأسرى الذين يحتجز الاحتلال جثامينهم قبل الحرب وبعدها إلى (88) جثمانًا، منهم (77) بعد الحرب.

الشهداء الاطفال

وأوضحت مؤسسة “الاتحاد من أجل العدالة” أن الشهر الماضي تخلله استشهاد (3) أطفال دون سن الثامنة عشر، حيث تشابهت ظروف استشهادهم والمبررات التي يسوقها الاحتلال وهو إلقاء الحجاة على الجنود الإسرائيليين.   

علماً أن الشهداء الأطفال هم: محمد بهجت الحلاق (11 عاماً) من قرية الريحية قضاء الخليل، والذي استشهد بعد أن أطلق جنود الاحتلال النار عليه أثناء لعب الكرة برفقة مجموعة من الأطفال، محمد أحمد خميس أبو حنين (18 عاماً) من مخيم عسكر الجديد شرق نابلس، يامن صامد حامد (15 عاماً) من بلدة سلواد قضاء رام الله.

ومن الذين ارتقوا في تشرين اول/ أكتوبر الماضي: محمد علي يوسف شتية (37 عاماً) من قرية كفر نعمة قضاء رام الله، ومحمد عدنان سلامة (25 عاماً) من مدينة جنين، ومهدي أحمد كميل (20 عاماً) من بلدة قباطيا قضاء جنين، ومحمد بسام تياهة شعور (20 عاماً) من قرية الرماضين قضاء الخليل.

قتل الزوج وضرب الزوجة

وسجّل صحفيون وشهود عيان الشهر الماضي حادثة قتل المواطن ماجد محمد داود (42 عاماً) بدم بارد بعد أن أطلق جنود الاحتلال النار عليه من مسافة قريبة في زقاق مخيم العين غرب مدينة نابلس، وتركوه ينزف ولم يسمحوا للمسعفين بنقله إلى الإسعاف، كما تعرضت زوجته للضرب والدفع حين حاولت انقاذ زوجها.

شهيد لقمة العيش

وخلال تشرين أول/ أكتوبر الماضي، انضم سليم راجي حسن أبو عيشة (57 عاماً) من بلدة الزبابدة قضاء جنين، لقائمة “شهداء لقمة العيش”، الذين قتلهم الاحتلال وهم يحاولون الوصل لأماكن عملهم في المناطق المحتلة عام 1948، حيث تعرض للضرب المبرح على يد جنود الاحتلال قرب الجدار الفاصل في منطقة الرام شمال القدس.

ويتعرض كثير من العمال الفلسطينيين الذين يحاولون الوصول لأماكن عملهم داخل الخط الأخضر، لانتهاكات واعتداءات يومية من قبل جنود الاحتلال، تصل لحد القتل أو الإصابة بالرصاص عدا عن تعرضهم للضرب حال تم اعتقالهم، بالإضافة إلى الإصابات والكسور التي يتعرضون لها وهم يحاولون تسلق وتجاوز الجدار والسياج الذي يفصل الضفة الغربية عن إسرائيل.

اغتيال غرب جنين

وشهد الشهر الماضي اغتيال ثلاثة شبان على يد قوات الاحتلال غرب مدينة جنين، وفي تفاصيل الحادثة، تسللت وحدة إسرائيلية خاصة من “المستعربين” لمنطقة جبلية في قرية كفر قود غرب جنين، مستهدفة كهفاً تحصن بداخله الشبان الثلاثة.

وقد اسفرت عملية الاغتيال عن ارتقاء: عبد الوهاب حسن عبد الوهاب العلقمة (24 عاماً)، زياد ناصر محمد جعص (23 عاماً، أحمد عزمي عارف نشرتي (29 عاماً) وهم من مخيم جنين.

أكثر من 60 ألف شهيد في غزة

ويأتي تساقط الشهداء في الضفة الغربية بالتزامن مع المجازر التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، رغم الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار الهش في 19 من الشهر الماضي، حيث ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حتى بداية تشرين الثاني/ نوفمبر إلى 68,865، غالبيتهم من الأطفال والنساء.

وتؤكد “مؤسسة الاتحاد من أجل العدالة“على أن الاحتلال لا يزال يشكل الخطر الأول والحقيقي على حياة الفلسطينيين، وأن دولة الاحتلال لا تزال تنتهك من خلال ممارساتها التعسفية العديد من الاتفاقيات والقوانين الدولية الخاصة باحترام حقوق الإنسان وعلى رأسها الحق بالحياة وهو الحق الأسمى.

مشيرة إلى أنها “تنظر بعين القلق لاستمرار وتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق المواطن الفلسطيني وذلك دون أي رادع أو محاسب للدولة الإسرائيلية التي تمارس أسلوب القتل المباشر للمدنيين”.

وطالبت المؤسسة جميع الأطراف الدولية والهيئات الحقوقية بالضغط على دولة الاحتلال لإنفاذ القانون الدولي الخاص بحماية المدنيين وقت الحرب.

انتهى

Skip to content