
26/8/2025-مؤسسة الاتحاد من أجل العدالة
كحال الكثير من الخرب والقرى والبلدات الفلسطينية، تعاني بلدة سنجل التي تقع الى الشمال الشرقي لمدينة رام الله، الكثير من الهجمات والاعتداءات المتواصلة التي تشنها عصابات المستوطنين بين الفينة والأخرى، إلى جانب إجراءات قمعية من قبل سلطات الاحتلال.
فوفقاً لـ“مؤسسة الاتحاد من أجل العدالة” فإن البلدة التي تتوسط مدينتي نابلس ورام الله وتبعد عن الأخيرة 21 كم، وتبلغ مساحتها حوالي 510 دونماً، تحولت بفعل سياج نصبه الاحتلال مؤخراً لسجن كبير يحد من حرية تنقل قرابة 6700 نسمة.
ففي آذار/ مارس عام 2024، أصدرت ما تُسمى “الإدارة المدنية” التابعة للاحتلال، قراراً يقضي بمصادرة 30 دونماً من أراضي البلدة من أجل إقامة جدار عازل يمتد من المدخل الشرقي للبلدة حتى مدخل حارة “المحول المغراق”.
وأوضحت المؤسسة أن الاحتلال بدأ في أيار/ مايو بإقامة هذا الجدار على شكل سياج معدني يبلغ طولة 1500 متراً وارتفاعه 6 أمتار، ويتم التحكم به من خلال بوابات فولاذية وحواجز أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى البلدة، باستثناء طريق واحد يمر عبره المواطنون ويخضع لمراقبة جنود إسرائيليين.
مشيرة إلى أن إقامة هذا السياج حاصر ثمانية آلاف من سكان البلدة داخل حوالي 42 دونم، وعزلهم عن الأراضي المحيطة التي يمتلكونها، كما أن هذا الإجراء العنصري أجبر مواطني البلدة الذي يسكنون في تلك المنطقة على السير على الأقدام، أو قيادة مركباتهم عبر شوارع ضيقة ومتعرجة، للوصول إلى نقطة الدخول الوحيدة المسموح بها.
سياج و4 بؤر رعوية ومستوطنتين
وإلى جانب هذا السياج العازل، أقام المستوطنون خلال العامين الماضيين 4 بؤر استيطانية رعوية جديدة على أراضي سنجل، كان آخرها في الحادي والعشرين من آب/ أغسطس الجاري، حين وضعوا بؤرة على أطراف سهل “مرج عرزل” شمال البلدة، والذي يعد من أكبر سهولها وبمثابة سلتها الغذائية، لتضاف هذه البؤر الرعوية الأربع إلى مستوطنتين مقامتين على أراضي البلدة منذ عدة عقود.
ونهبت المستوطنات الإسرائيلية من أراضي بلدة سنجل 551 دونماً، حيث تقع على جزء من أراضي البلدة مستوطنتي:”معاليه لفونة” التي تأسست عام 1983 و”عيلي–إيلي” التي تأسست بعدها بعام، كما نهب الطريق الالتفافي رقم 60 أكثر من (246) دونماً .
وحسب “مؤسسة الاتحاد من أجل العدالة” فإن سلطات الاحتلال أعلنت بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عدة مناطق في سنجل مناطق عسكرية مغلقة يُمنع على أهالي البلدة الوصول إليها رغم أن بعضها لا يبعد عن منازلهم أكثر من 200 متر.
وفي المقابل، سمحت سلطات الاحتلال للمستوطنين بالوصل إلى هذه المناطق، فأخذوا يحرثونها ويعتنون بها كأنهم أصحابها الأصليون، في خطوة تهدف في المحصلة للاستيلاء على هذه الأراضي.
وحسب رصد ومتابعة ” ” الاتحاد من أجل العدالة” فقد شن المستوطنون خلال الأشهر القليلة الماضية عدة هجمات واعتداءات على منازل وممتلكات المواطنين في سنجل وأصابوا عدداً منهم بجراح وأحرقوا الكثير من الأراضي الزراعية، كما فعلوا ذلك بتاريخ 23/4/2025، حين اقتحم عشرات المستوطنين البلدة وأصابوا 8 مواطنين أحدهم بالرصاص، وأحرقوا 3 منشآت زراعية.
كما أضرم المستوطنون بتاريخ 30/5/2025 النيران في حقول الزيتون في منطقة راس الدير شمال البلدة وذلك قبل يوم واحد من هجوم آخر شنه المستوطنون على منازل المواطنين على أطراف البلدة من الجهة الشمالية.

تجريف زيتون معمر
وفي منتصف حزيران/ يونيو الماضي، بدأ المستوطنون بأعمال تجريف واقتلاع أشجار زيتون معمّرة تعود للعصر الروماني في أراضي البلدة، حيث طالت عمليات التجريف ما يقارب 10 دونمات بطول 1200 متر، وعمق يتراوح بين 10 إلى 15 مترا، في عدة مواقع أبرزها: منطقة النامورة، وشعب النمر، وحي المزيرعة، وذلك على امتداد شارع رام الله نابلس القديم.
وفي الرابع من تموز/ يوليو، اقتحم عشرات المستوطنين البلدة واعتدوا على المواطنين مما أدى لإصابة 3 منهم خلال محاولتهم التصدي لهم، وذلك بعد ساعات من هجوم آخر شنه المستوطنون على البلدة أدى لتحطيم زجاج عدد من المركبات وإعطاب إطاراتها.
ويحاول أهالي بلدة سنجل التصدي لإجراءات الاحتلال والوصل إلى أراضيهم المهددة بالمصادرة من خلال تنظيم فعاليات شعبية وجماهيرية يقابلها الجيش الإسرائيلي من جهة والمستوطنون من جهة أخرى بالقمع والتنكيل.
وتشن قوات الاحتلال بين الحين والآخر عمليات دهم ليلة في البلدة وتعتقل عدداً من المواطنين في محاولة لإسكات أي صوت رافض لإجراءات الاحتلال، كما فعلت يوم التاسع من تموز/ يوليو، حين احتجز جنود الاحتلال عشرات المواطنين واعتدت عليهم بالضرب بعد اقتيادهم لمركز تحقيق ميداني، ترافق ذلك مع اقتحام المنازل وتفتيشها وتخريب وتكسير الممتلكات.
وفي الحادي عشر من تموز/ يوليو هاجم المستوطنون مسيرة خرجت لإزالة بؤرة استيطانية قريبة في خربة التل في جبل الباطن جنوب سنجل مما أدى لاستشهاد الشابين: محمد رزق حسين الشلبي (23 عاماً) وسيف الدين كامل مصلط(23 عاماً)، وإصابة 10 مواطنين، بجروح وكسور مختلفة، في واحد من أكثر الهجمات دموية التي يشنها المستوطنون منذ السابع من أكتوبر 2023.
انتهى