تدهور الحالة الصحية للأسير محمد جمال النتشة

تدهور الحالة الصحية للأسير محمد جمال النتشة… انتهاك صارخ لالتزامات سلطات الاحتلال بموجب القانون الدولي الإنساني

21\10\2025 – مؤسسة الإتحاد من أجل العدالة

تم إعداد هذا التقرير الحقوقي من قبل مؤسسة “الاتحاد من أجل العدالة”، في إطار عملها المستمر على توثيق الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ورصد أوضاعهم القانونية والإنسانية، ولا سيما الحالات التي تشكّل تهديدًا مباشرًا للحياة وخرقًا واضحًا لأحكام القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف. يركّز هذا التقرير على الحالة الصحية الحرجة للأسير محمد جمال النتشة، البالغ من العمر (67 عامًا)، أحد أبرز الأسرى القدامى الذين أمضوا ما مجموعه (23 عامًا) في الاعتقال، معظمها ضمن الاعتقال الإداري دون توجيه لائحة اتهام واضحة أو محاكمة عادلة، منها ست سنوات في العزل الانفرادي وعشر سنوات متواصلة، ما يشكّل انتهاكًا لمبادئ القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف. في ظل ظروف احتجاز قاسية وإهمال طبي متعمّد يرقى إلى جريمة إعدام بطيء.

تم اعتقال الأسير النتشة آخر مرة بتاريخ 11 آذار/مارس 2025، خلال شهر رمضان المبارك، حيث مكث يومين في سجن عوفر قبل أن يُنقل إلى مركز التحقيق لمدة عشرة أيام متواصلة. وخلال فترة التحقيق، تعرّض الأسير لاعتداءات جسدية عنيفة وضرب مبرح أدى إلى تدهور حالته الصحية بشكل حاد، ما استدعى نقله إلى مستشفى هداسا في حالة إغماء تام.

أظهرت الفحوصات الطبية في المستشفى إصابة الأسير بفشل كلوي حاد ونزيف داخلي في عدة مناطق من جسده، خصوصًا في منطقة الرأس، إضافة إلى ارتفاع شديد في درجة الحرارة. وبعد أسبوع من مكوثه في المستشفى، جرى نقله إلى مستشفى الرملة، ثم أعيد إلى مستشفى هداسا نتيجة تدهور حالته الصحية مجددًا، في ظل تعتيم كامل من سلطات الاحتلال على وضعه الصحي ومنع تواصله مع عائلته أو محاميه.

خلال فترة اعتقاله، عُقدت للأسير عدة جلسات محاكمة لم يتمكن من حضور أيٍّ منها بسبب حالته الصحية الحرجة، ليُصار إلى تأجيل محاكمته بشكل متكرر دون مراعاة حالته الإنسانية.

رغم مناشدة عائلة الأسير لعدد من المؤسسات الدولية والحقوقية، منها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومؤسسة أطباء بلا حدود ومؤسسات حقوق الإنسان المحلية والدولية، إلا أن جميع المحاولات للحصول على معلومات دقيقة عن وضعه أو السماح بزيارته باءت بالفشل.

تحمّل العائلة سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة نجلها، وتؤكد أن ما يتعرض له داخل السجن يشكّل جريمة شروع في القتل وإعدام بطيء، مطالبةً بتدخل فوري من الجهات الحقوقية والإنسانية لإنقاذ حياته وضمان حصوله على الرعاية الطبية اللازمة والإفراج الفوري عنه.

كما تشير شهادات بعض الأسرى الذين أفرج عنهم ضمن الصفقة الأخيرة إلى أن الأسير النتشة يعاني من فقدان في الذاكرة وضعف عام في الوعي الجسدي والنفسي، وهو بحاجة ماسة إلى علاج مستعجل وإشراف طبي متخصص.

إن استمرار احتجاز الأسير محمد جمال النتشة في ظل تدهور حالته الصحية وعدم توفير الرعاية الطبية اللازمة له يُعدّ انتهاكًا فاضحًا للمادة (76) من اتفاقية جنيف الرابعة التي تلزم قوة الاحتلال بضمان سلامة وصحة المعتقلين، ما يضع الاحتلال أمام مسؤوليات قانونية وإنسانية جسيمة.

انتهى

Skip to content